4/20/2012

كيف تفرض نفسك على صاحب العمل



تلقيت وأنا فتى أمثولة لن أنساها ما حييت.
خطر لي البحث عن عمل ليلي وأنا بعد تلميذ، فتقدمت من بقالين أعرفهم وعرضت على كل منهم خدماتي دون أن أعين نوع هذه الخدمات، فصرفوني بلطف، وكان الجواب واحداً: لسنا بحاجة إلى مستخدمين. وبعد أيام بلغني أن أحد الباقلين الثلاثة استخدم فتى من أترابي فاستجمعت شجاعتي ومضيت إلى الرجل أسأله ما معنى هذا التناقض، فربت على كتفي وقال:
ـ عندما جئتني أنت تطلب عملاً لم يكن لدي عمل أعهد به إليك. أما المستخدم الجديد ويدعى (فريدي) فقد عرض عليّ فكرة أعجبتني.
ـ ما هي هذه الفكرة؟
ـ اقترح عليّ أن أكل إليه مهمة سؤال الزبائن عن حاجاتهم صباح كل يوم، على أن يحمل إلى المنازل هذه الحاجات. وقال انه يملك دراجة، مما تسهل مهمته إلى حد كبير. ولما كان هذا النوع من الخدمات مبتكراً في مدينتنا فقد استهوتني الفكرة.
كنت أنا أملك دراجة، ولكن كان لدى فريدي شيء لم يكن لدي: كان لديه فكرة.
تصدر في لوس أنجلوس جريدة رياضية واسعة الانتشار. وقد حدثني صاحبها ماك ليني عن خطواته الأولى في ميدان الصحافة، وقال:
ـ استهوتني الصحافة ولكن الجريدة الوحيدة التي كانت تصدر في لوس انجلوس كانت تشكو التخمة لكثرة عدد المحررين فيها. فاكتفيت بالتردد على مكاتب هؤلاء دارساً نواحي نشاط كل منهم فلاحظت أن الجريدة تهمل الرياضة إهمالاً تاماً. وكان الموسم الرياضي في إبانه، فوصفت في مقال قصير مباراة في كرة القدم بين مدرستين، وسباقاً على الدراجات، وعرضت المقال على رئيس التحرير، فوافق على نشره وشجعتني موافقته على اقتراح إفراد زاوية للرياضة في جريدته، فأعجبته الفكرة وعينني محرراً رياضياً.
* * *
الحصول على عمل هو في أيامنا مسألة مهارة في إقناع المخدوم بأن استخدامك يعود عليه بفائدة. ولكي يسود في ذهن صاحب العمل أنك عنصر مفيد ينبغي لك أن تتقدم منه بكفرة أو مشروع يكون له طابع الطرافة، فإذا لم تسعفك مخيلتك تبنّ فكرة لسواك واجتهد في بسطها على نحو بعيد عن الزخرف بحيث تبدو لمستمعك فكرة عملية. إليك مثالاً يكرّس هذه النصيحة:
في مطلع القرن العشرين هبط مدينة نيويورك خياط بولوني واضعاً نصب عينيه غزو الأوساط الراقية بفنه الرفيع.
طرق أبواب أشهر محال الأزياء والخياطة، مسلحاً بشهاداته، فكان الجواب واحداً: (أنت ولا شك خياط ماهر ولكن لا عمل لك عندنا). ولما أعياه البحث، قال في نفسه: (لم لا أخيط فستاناً أنيقاً لحسناء أختارها وأعرض صناعتي بواسطة هذا الماناكن (المثال) الحيّ!).
لم تكن الفكرة له، فقد سبقه إليها الخياط (وورث) في باريس، ولكنه لم يجد غضاضة في تبنيها، وبدلاً من أن يغشى والمثال الحي المرابع والصالونات، اصطحبها إلى أحد معارض الأزياء ـ وكان مدير المعرض قد رفض خدماته ـ فسارع إلى التعاقد معه بشروط ممتازة، وما هي إلا ثلاثة أسابيع حتى كانت سيدات الطبقة الراقية يعتبرن ارتداء فستان من صنع هرمان البولوني شرطاً أولياً من شروط الأناقة.
* * *
إذا كنت ممن يهتمون بعمل معين اجتهد في الإحاطة بدقائقه، وتحدث إلى الذين يعنيهم الأمر سواء كانوا منتجين أو مستهلكين أو وسطاء أو عمالاً، إليك ما فعله ادوارد تيد، وهو اليوم المدير العام لشركة إنتاج التراكتورات:
عاد تيد من أوروبا في العام 1918 فوجد أبواب العمل موصدة في وجوه آلاف الشبان. وكان التراكتور حديث الاستعمال، فقرر أن يعرض خدماته بصفة كونه عاملاً ميكانيكياً (كان في سني الحرب سائقاً ومعاون ميكانيكي في فرقة الهندسة) ولكن منتجي التراكتورات وبائعيها رفضوا استخدامه وحجتهم أن الإقبال على منتجاتهم ضعيف في أوساط المزارعين. فقدّر تيد أن وراء إحجام المزارعين عن استعمال آلة الحراثة الجديدة مسألة تنتظر من يتقدم لحلها، فمضى لساعته يستنطق أصحاب المزارع وممثلي المصانع في الأرياف فقيل له ان الفلاحين وصغار الزراع يحجمون عن شراء التراكتورات لجهلهم بوسائل صيانتها، فتقدم من أحد كبار المنتجين عارضاً عليه العمل في مصنعه كمعاون ميكانيكي، على أن يعهد إليه بمهمة الطواف بالمزارع والكشف على التراكتورات المبيعة وإصلاح ما يحتاج منها إلى إصلاح على نفقة المصنع، فيكون لهذه البادرة صداها في نفوس الزراع والفلاحين ويفضلون إنتاج المصنع الذي يعنى بصيانة تراكتوراتهم على ما عداه. وراقت الفكرة رب العمل فتبناها، وكان ما قدره تيد فازداد الإقبال على تراكتورات المصنع.
البطالة هي أعقد القضايا الاجتماعية، وعدد العاطلين عن العمل يتزايد يوماً بعد يوم بالرغم من نمو الإنتاج. ولكن ثمة آلاف المراكز التي يمكن إيجادها إذا عرف طالبو العمل كيف يشغلون مخيلاتهم وكيف يفكرون عن أرباب العمل. ألم يشق ا لتراكتور الطريق أمام مئات الشبان بفضل مخيلة ادوارد تيد؟ إن التلفزيون والرادار والمنازل الجاهزة ونقل البضائع جواً الخ .. تفتح أمام الشبان الأذكياء مجالات واسعة.
ـ تحتاج المشروعات دائماً إلى أفكار جديدة.

خطط لأهدافك في 15 خطوه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ان طريق النجاح يبدأ بالقضاء على فراغك والتخطيط لأهدافك وذلك من خلال تحديدها وهي إما ان تكون


1ـ اهدافا روحية تتعلق بالدين والعبادة,

2ـ شخصية تتعلق بتطوير قدراتك الشخصية في التعامل مع الآخرين,

3ـ العمل والمهنة والوظيفة,

4ـ عائلية من صلة الارحام والتواصل الاسري

5ـ الاصدقاء والاخوان لتقوية العلاقة والروابط

6ـ المجتمع وهي التي تحقق لك الاخوة الإسلامية

7ـ الصحة البدنية

8ـ الامور المالية

9ـ السكن

10ـ الاستجمام والترويح عن النفس والترفيه.
هذه الجوانب العشرة هي التي غالبا ما يطور الإنسان ويحدد اهدافه بها ولأجل رسم هدفك في كل واحدة من جوانب الحياة حتى لا تطغى واحدة على اخرى فتهتم مثلا بالجانب المالي على حساب حياتك العائلية او الجانب الترويحي على حساب الجانب الروحاني العبادي او الجانب العملي الوظيفي على حساب الصحة وغيرها ومن أجل الموازنة بين تلك الاهداف عليك باتباع الخطوات التالية:

اولا: ضع لنفسك 3 اهداف تطمح لتحقيقها في كل جانب من الجوانب العشرة سابقة الذكر مثال الهدف الروحي، المحافظة على صلاة الفجر، ختم القرآن، عدم تضييع التكبيرة الاولى في الصلاة.

ثانيا: رتب هذه الاهداف حسب الاهمية لك مثال صلاة الفجر ثم عدم تضييع التكبيرة الاولى في الصلاة ثم ختم القرآن الكريم.

ثالثا: اكتب هذه الاهداف في ورقة خارجية مرتبة حسب الاولويات ورتب الاهداف الكلية حسب الاهمية مثال ابتدئ بالهدف الروحاني ثم الهدف المالي ثم الهدف الاجتماعي ثم الهدف الترفيهي.

رابعا: ضع هذه الاهداف في اطار زمني محدد مثال لتحقيق الهدف الروحاني احتاج لفترة 3 اشهر.

خامسا: اكتب لنفسك اسفل الاهداف الاسباب الحقيقة التي تدفعك بقوة لتحقق هدفك مثال ارغب في الحصول على بيت (هدف) الاسباب الاحساس بالأمان لي ولأولادي من بعدي.

سادسا: اكتب العوائق التي يمكن ان تعيقك على تحقيق هدفك مثال صلاة الفجر من العوائق السهر ليلا، التعب والاجهاد، عدم وجود من يساعد على الاستيقاظ للفجر.

سابعا: حدد امكانياتك والتضحيات التي يمكن ان تقدمها في سبيل تحقيق هذا الهدف مثال صلاة الفجر التضحيات النوم المبكر وترك التأخر في السهر على التلفاز والدواوين وشراء منبه والنوم على طهارة والعزم القلبي على الاستيقاظ وطلب العون من الله تعالى.

ثامنا: اجمع مزيدا من المعلومات حول الموضوع واستفد من اصحاب الخبرات وممن سبقك مثال شراء منزل (هدف) اسأل من سبقك كيف وكم وفرت من اموال وكيف قسطتم الالتزامات المالية.

تاسعا: بناء فريق دعم خاص بك لجمع المعلومات وتوفير الاحتياجات قد يكون هذا الفريق هو الزوجة والأولاد وابتعد عن المثبطين.

عاشرا: ضع تاريخا محددا مكتوبا للبداية والنهاية من اجل مراقبة مدى التغير والانجاز وقم بتقسيم التنفيذ الى مراحل مجزأة لها بداية ونهاية.

الحادي عشر: لا بد من وجود صورة ذهنية عن نفسك وانت حققت الهدف وصورة ذهنية لهذا الهدف الذي تريد تحقيقه واقنع نفسك وعقلك الباطن قبل البداية بأنك قد حققت هذا الهدف وكرر ذلك في كلامك مع نفسك بصيغة ايجابية وابتعد عن الصيغة السلبية، حتى تبرمج عقلك الباطن على الصورة الذهنية التي تريدها مثال (هدف صحي) تتصور انك سليم من الأمراض ووزنك مثالي فتقول انا وزني مثالي وصحتي جيدة ولا تقل انقص وزني او اعمل رجيم او يذهب مرضي.

الثاني عشر: ليكن هدفك معقولا وحقيقيا وليس من الخيال ويمكن ان يقاس لتعرف كم حققت من هذا الهدف كله وليكن هدفك مشروعا لا محرما حتى يبارك الله لك فيه.
الثالث عشر: لتكن كل هذه الاهداف العشرة تحت مظلة الهدف الاكبر وهي آخر آية نزلت من القرآن الكريم (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فاجعل نصب عينك ان هناك يوما ترجع فيه الى الله فتحاسب وتوفى لك او عليك الاعمال.
الرابع عشر: استعن بالله دائما واطلب منه العون والتوفيق بالدعاء والتقرب إليه فإن لم يتحقق لك ما تريد فقل قدر الله وما شاء فعل وان قدر الله كله خير لك فاشكر في السراء واصبر على الضراء.

الخامس عشر: اعلم ان اكبر هدف واعظم غاية واسمى مقصد يمكن ان يسعى له الانسان في الحياة هو السعي لرضوان رب العالمين بالوسائل التي شرعها الله لذلك واعلم ان الوقت لا يتوالد ولا يتجدد ولا يعود للوراء ولا يتوقف فإلى الأمام الى الأمام.

4/16/2012

ليس المهم مقدار ذكائك ولكن كيف تستخدم ذكائك



هل تريد أن تتجه حياتك نحو الأفضل؟.. هل تتساءل باستمرار ما هو سر النجاح؟ .. هل اعتقدت يوما أن النجاح دائما ما يكمن في علاقاتك بالآخرين ومدي رضاؤك عن هذه العلاقات؟.. الأمر بيدك فباستطاعتك أن تحدث تغيير في حياتك عن طريق التركيز على ما تريده بالضبط من هذه الحياة وأن تتخذ خطوات جدية وعملية نحو تحقيق أهدافك..
فلدى كل فرد منا طاقة يمكنه استثمارها بالوجهة التي يرغب فيها، ولديه عاطفة يختزنها في المخ في الجزء المختص بالعواطف، من خلالها تتولد لديه القدرة على أن يكوِّن درعا واقيا ليقوم بحماية أقوى رغباته من الهجوم الذي يقاوم به الجزء المختص بالتفكير المنطقي، ونتيجة لهذه العملية فكل منا يقوم بأداء مهام وسلوكيات يمكنه تقييمها بين فترة وأخرى، بل ويمكنه تغييرها,ولكن يبقي السؤال الأصعب :هل تطاوعه نفسه دائما علي التغيير؟ أم هل يمكننا أن ندعي أننا وصلنا إلي معرفة ما تريده أنفسنا حقا..؟
وحول نفس المعني تلخصت فلسفة سقراط في عبارة : "اعرف نفسك" ولكن هل لبيت الدعوة لتعرف نفسك فعلا؟؟
إن الكتاب الواقع بين أيدينا تحت عنوان" ليس المهم مقدار ذكائك بل كيف تستخدم ذكائك" للدكتورة جين آن كريج، المحاضرة والمربية التي مارست الإرشاد النفسي في عدد من المؤسسات وترجمة عبد الإله الملاح يهدف إلي سبر أغوار النفس الإنسانية والتعرف عليها بشكل أكبر حتى يكتشف كل منا ذاته بشكل صحيح ويستفيد من طاقاته بشكل أروع فهل تبحر معي عزيزي القارئ بين ضفتي هذا الكتاب لنتعرف أكثر علي مكنوناته؟؟
إن هذا الكتاب يهدف بشكل رئيسي إلي أن يمد المهتمون بتطوير قدرتهم في التواصل مع الناس وشحذ مهاراتهم القيادية بمهارات أساسية تمكنهم من تحقيق ذلك، إذ يعد هذا الكتاب بمثابة خارطة الطريق لمن يبحث عن التفوق والنجاح علي المستوي العملي والشخصي أيضا.
ولكن كيف يتحقق ذلك؟
إن المؤلفة قامت في هذا الكتاب برحلة تأمل ثاقب في عواطف الإنسان، لنطلع عبر صفحاته على مملكة المشاعر وتأثيرها في مسار حياتنا حتى نصل إلي النجاح وذلك عن طريق عدة محاور تحددها جين آن كريج في:
كيف ننمي بداخلنا الذكاء العاطفي؟
تبدأ المؤلفة هذا المبحث بتعريف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين، كما أنه يمثل 85% من أسباب الأداء المرتفع للأفراد القياديين , كما تضيف موضحة إنه تلك القدرة التي تمكّن الفرد من إدراك, وتأويل وتعديل انفعالاته تبعًا لانفعالات الآخرين, بمعنى أن الفرد الذكي انفعاليًا هو فرد قادر على إدارة مشاعره وانفعالاته, والتعبير عنها بطريقة فعّالة تمكّنه من التواصل مع أي فرد آخر كما أن الكتاب يؤكد علي أن الذكاء العاطفي يتم تعلّمه وبالتالي, من الممكن دائمًا وبأي عمر أن يبدأ الفرد تعلّم كيفية تأويل انفعالاته وانفعالات الآخرين وتنظيمها.
ولكنها في نفس الوقت تؤكد علي أن الناس الذين يتمتعون بذكاء انفعالي, قد لا يملكون بالضرورة, مستوى ذكاء IQ مرتفعًا جدًا, بل هم غالبًا, أفراد يتمتعون بمستوى ذكاء طبيعي, لكنهم عمليّون وقادرون على تكييف تعاملهم مع معظم الأوضاع الحياتية التي تواجههم، وهم بشكل عام أفراد ايجابيون, متفائلون, حنونون ومتعاطفون, وبالتالي قادرون على تأويل وإدراك انفعالاتهم وانفعالات الآخرين بشكل إيجابي.
وتؤكد المؤلفة في كتابها علي أن انخفاض الذكاء العاطفي يجلب للأفراد الشعور السلبي كالخوف، الغضب، والعدوانية، وهذا بدوره يؤدى إلى استهلاك قوة هائلة من طاقة الأفراد، كما أنه يساهم في انخفاض الروح المعنوية، الغياب عن العمل، الشعور بالشفقة، ويؤدى إلى سد الطريق في وجه العمل التعاوني البناء، كما أن الذكاء العاطفي يشكل أحد المتغيرات الأساسية والتي أخذت في البروز كأحد الصفات الجوهرية للقيادة الإدارية الفعالة، فالقدرة علي التعامل مع العواطف والمشاعر يمكن أن تساهم في كيفية التعامل مع احتياجات الأفراد وكيفية تحفيزهم بفاعلية، فالقائد الذي يتمتع بذكاء عاطفي يكون أكثر ولاء والتزام للمنظمة التي يعمل بها وأكثر سعادة في عمله وذو أداء أفضل في العمل ولدية القدرة علي أستخدم الذكاء الذي يتمتع به لتحسين والرفع من مستوى اتخاذ القرار، وقادر على إدخال السعادة والبهجة والثقة والتعاون بين موظفيه من خلال علاقته الشخصية.
وتتساءل المؤلفة في النهاية هل أنت قائد إداري ذو ذكاء عاطفي؟ وفي سبيل إمدادك بهذا تشرح عدة خطوات وتدريبات عملية تساهم في تمتعك بالذكاء العاطفي اللازم في نجاحك وتشمل القدرة على إصدار الحكم، التفكير المتأني قبل القيام بأي تصرف، القدرة على بناء وإدارة العلاقات الاجتماعية بصورة فعالة كان تكون لديك القدرة على قيادة التغيير بفعالية، بناء وقيادة فريق العمل، والقدرة على الإقناع، القدرة على التعرف كيف يشعر الآخرين والتعامل معهم وفقا لاستجابتهم العاطفية.
كيف تتعامل مع عواطفك؟
توضح جين آن كريج أن الخطوة الثانية من النجاح تتمثل في إدارة العواطف التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الاحترام للذات، وذلك لتأثير العواطف على أحاسيسنا وإنتاجيتنا، فعندما تقع في شراك العواطف سوف تنخفض إنتاجيتك، ولن تشعر بالرضا عن نفسك، وبالتالي لن تكون خدماتك للآخرين على المستوى المطلوب، كما أن كبت العواطف أكثر من اللازم يؤدي إلى عواقب وخيمة، وعند كبتها بشدة تحت غطاء الحياد؛ فربما تتفجر غالباً في الوقت الخطأ.
كبت العواطف يؤدي لعواقب وخيمة
وتشرح المؤلفة قائلة انك قد تشعر بعدم الرضا عن نفسك، أو ربما تشعر أن الآخرين يعاملونك بطريقة غير لائقة ويمكنك معالجة ذلك بالتعرف على مشاعرك، أولا ومن ثم الحفاظ على التوازن بواسطة الأفكار والأفعال التي تعزز من احترامنا لذاتنا ولعمل ذلك عليك أن تغير رأيك في نفسك والآخرين، وفي كيفية السيطرة على مشاعرك وأحاسيسك بدلاً من أن تكون ضحية لها .
ولكي تتخلص من هذه المشاعر الهدامة كما يوضح الكتاب عليك أن تتعامل معها بطريقة تعزز فيها من احترامك لذاتك، وتبتعد فيها عن مشاعر الازدراء من نفسك باتباع ما يلي:
اعترف لنفسك بمشاعرك المؤذية، وتعامل معها بموضوعية.
لا تحاول لوم الآخرين، وركز على أمور أكثر إشراقاً في حياتك.
غيّر أفكارك، واجعلها إيجابية " أنا بحالة ممتازة".
افعل الأمور التي تشعرك بالرضا والراحة، وما هو مهم بالنسبة لك.
وأخيرا تنصحك جين كريج أن تكون دائماً مستحضراً لمشاعرك وعواطفك السعيدة؛ لتستمتع بالمزيد من السعادة والبهجة والسلام عند اختيار هذه المشاعر لنفسك، وبالتالي يتعزز احترامك لذاتك.

لغة الجسم في خدمة مهارات التفاوض



ربما تكون والدتك علمتك انه من سوء الأدب أن تحملق في الآخرين , لكن عندما تتفاوض في اتفاق تجارى مثلا فان الملاحظة الدقيقة للخصم تكون منطقية ومطلوبة.
بالملاحظة الدقيقة لكل الحركات الجسدية التي تصدر من الخصم عادة ما تستطيع التوصل إلى ما إذا كان يخبئ شيئا أو لا يقول الحقيقة.
مفتاح العمل هو ألا تحدق بشكل ملحوظ يعطى الخصم إحساس بعدم الارتياح فيتخذ الحذر لكن أن تكون ملما ومحيطا بتحركات جسده من خلال ومضات عارضة تراها بعين يبدو من مظهرها أنها صديقة (ودودة) إلى أن تتوصل للشفرة الخاصة بهذا الإنسان.
عن ماذا يجب أن تبحث؟ الخبراء الذين درسوا لغة الجسد يقترحون عملية من خطوتين:
الأولى : حدد في البداية نوع التصنع أو التكلف عن طريق حوار ودي فبل بدء المفاوضات لترى إذا كان خصمك يتبنى فجأة سلوك مغاير "يجب عليك ملاحظة الناس لفترات طويلة لتعرف النمط الأساسي لكل منهم" كما قال ديفيد جيانو مؤلف كتاب "Poker faces" عندما تعرف كيف يتصرف الشخص في الأحوال العادية قد تصبح لديك القدرة على تحديد متى يرتدون قناعا ويبدءون في التظاهر بشيء غير حقيقي. جيانو أستاذ متقاعد في علم الانثروبيولوجى (علم الإنسان) من جامعة كاليفورنيا وقضى وقتا طويلا في دراسة لغة الجسد لدى لاعبي البوكر, ووجد أنك يجب أن تقضي وقتا في بناء صلة أو علاقة مع خصمك. لماذا؟ لأنك عندما تعرف كيف يتصرف شخص ما في أحواله العادية "natural behavior" ستعرف متى يخفي شيئا، فمثلا عندما تتحدث مع شخص وتجده مندفعا ومتكلم في الأحوال العادية ثم تجده أثناء المناقشات والتفاوض هادئ وحليم أو يتحرك حركات عصبية أو يفرط في عمل شئ ما كالتدخين مثلا فلك أن تتوقع أن شيئا غريبا سوف يحدث. قد يكون لغز أن يكون خصمك يخفى عنك معلومات مثلا. جيانو يقول إنه في لعبة البوكر على سبيل المثال اللاعب الذي يرمي الأوراق بقوة على المائدة أو الذي يبدو فجأة متهورا وعدواني قد يكون يخفي بغروره ضعف الورق الذي يحمله!.
نفس المنطق ينطبق على الخصم الذي يصرخ ويكرر أنه تنازل كثيرا وأنه صاحب حق في حين أنه لم يتنازل إلا عن القليل جدا مما كان يتوقع وأنه ليس صاحب حق أصلا.
يوجد نطاق من المؤشرات غير اللغوية قد تساعدك مثل: الرايات الحمراء خلال المفاوضات. الخبراء يقترحون أن تهتم بشكل خاص بيدي الخصم ووجهه لفهم هذه الإشارات حيث تعمل على كشف البرنامج الذي أعده الخصم لمواجهتك كما قال ديفيد موين الخبير النفسي للمنظمات. الإشارات تتضمن على سبيل المثال انقباض الصدر وحركات الشفاه (مثل عض الشفة) والرمش اللا إرادي للعينين والازدراد (ابتلاع اللعاب) وتنظيف الحنجرة فطبقا لموين الشخص المفاوض الذي يبدأ بالتنفس بسرعة قد يكون لا يقول الحقيقة. ويمكن ملاحظة عمق وسرعة التنفس عن طريق ملاحظة حركة الأكتاف حيث ترتفع الأكتاف وتسقط إلى الأسفل مسافة اكبر من المعتاد. وقد لاحظ موين أن معظم المتدربين على مهارات التفاوض يركزون على الأوراق التي يحملونها بدلا من التركيز على تحركات الخصم مضيعين أهم الفرص لقراءة لغة الجسد وقد تحتاج هذه الملاحظة "إذا أردت الهرب من تركيز شخص على تحليل لغات جسدك أشغله بشيء ما (تقرير يقرأه مثلا) كي تتفرغ أنت لإخفاء انفعالاتك وإذا كان الموقف عكسي أي إذا كان خصمك يحاول الهرب من ملاحظاتك بإعطائك تقرير ليشغلك عن ملاحظته ضع التقرير جانبا وقل له "لم لا تخبرني عنه بنفسك؟ أو ماذا بالتقرير يا سيدي؟".
فكلما كان اتصالك البصري بالخصم مستمرا تستطيع الحكم عما إذا كان ما يقوله لك متفقا أو مختلفا عما تشير إليه إشاراته غير اللغوية.
حتى محترفي عقد الصفقات الذين يعرفون كيف يغلفون تعبيراتهم بقناع مغاير لما يريدون الإعلان عنه بالكلمات قد يقعون في شرك أن تفضحهم أجسادهم وحركاتهم اللاإرادية.
"راقب علامات الخداع" كما يقول ريموند ماكجرايم مؤلف "إغراء الصمت" "Silent Seduction." حيث أن الخداع يكشفه بعض الحركات مثل تغطية الفم باليدين أو حك جانب الأنف أو هز الرأس جانبا بسرعة أو الميل المفاجئ بالجسد بعيدا عنك إذا حدثت مثل هذه الأشياء فإنها تشير إلى شئ حيوي أو هام في عملية التفاوض. عندما يكذب الناس فإنهم لا إراديا يريدون الاعتذار عما بدر منهم ويشعرون بالذنب وهذا يظهر في الإشارات غير المنطوقة لأجسادهم، بعبارة أخرى قد تدفعك لغة الجسد للثقة بالمتحدث ابحث عن علامات الانبساط مثل فتح راحة اليد فإنها علامة على الانفتاح، الأمانة وكلما امتدت اليد المفتوحة أمامك فكأن الشخص المتكلم يقول ليس لدى ما أخفيه. الآن تعرف ما الذي يجب أن تبحث عنه عند التفاوض – تنبه لكل حركة ولو كانت ضئيلة يأتي بها الخصم، إحذر أن تبني رأيا على استنتاج متهور مبنيا على إشارة واحدة لكن بناء على أكثر من إشارة يمكنك أن تحدد علام سوف تركز في المفاوضات.

مظهر الجسد (الطلة–السيماء–المُحيا)
أجسادنا تقول الكثير عنا بطرق متعددة مثلما نتواصل باللغات تماما لمن يفهم لغتها.
التحركات الجسدية تستطيع أن تشير أو تحدد اتجاهك أو موقفك أو شعورك بينما أيضا يمكنك أن تتعلم منها.
حركات الجسد تشمل الرأس والعينين والأكتاف والشفاه والحواجب والرقبة والساقين والذراعين والأصابع والإشارات والإيماءات كلها قد تشير إلى أي مدى نشعر بالراحة والسعادة والمودة والقلق والعصبية والعديد من الرسائل الأخرى.
مع وجود العديد من الأعضاء التي تنقل الرسائل قد يحدث لك ارتباك وتشويش في فهم معنى الرسائل غير المنطوقة، فقط فكر في الرسائل المختلفة التي تصل لك في مواجهة الشخص من مسافات مختلفة وبوقفات مختلفة هنا تكون بدأت تستخدم جسدك في توضيح المعنى.
هنا يكون الحديث تطرق بنا إلى موضوعات أخرى: دراسة المسافات بين الأشخاص في المواقف المختلفة proxemics والمظهر والاتصال العيني eye contact والتصرفات الجسدية لذا يجب أن نتطرق قليلا لكل منطقة منها.

4/14/2012

الإقناع: القوة المفقودة ! (2/2)



تحدث الكاتب في الحلقة الماضية عن الإقناع تعريفاته، وعناصره، وعلى أي شيءٍ يعتمد الإقناع، وفي هذه الحلقة الأخيرة يأخذك في جولة معلوماتية في عدد من المحاور الأخرى حول (الإقناع)..

ما يجب عليك فعله:
- قبل الإقناع:
1- الإعداد الكامل؛ فالأنصاف إتلاف للجهد ومضيعة للأوقات.
2- البدء بالأهم أولاً خشية طغيان مالا يهم على المهم.
3- اختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر.

· في أثناء الإقناع:
1- توضيح الفكرة بالقدر الذي يزيل اللبس عنها.
2- المنطقية والتدرج.
3- العناية بحاجات الطرف الآخر.
4- تفعيل أثر المشاعر.

بعد الإقناع:
1- دحض الشبهات والرد على الاعتراضات.
2- التأكد من درجة الإقناع من خلال إخبار الطرف الآخر أو مشاركته في الجواب عن الاعتراضات أو حماسته للعمل المبني على إقناعه.
3- التفعيل السلوكي المباشر.

- قواعد الإقناع:
1- أن يكون القيام خالصاً لله سبحانه وتعالى لا يشوبه حظ نفس.
2- الالتجاء لله بطلب العون والتوفيق ووضوح الحق.
3- وجود متطلبات الإقناع الرئيسة وهي:
الاقتناع بالفكرة.
وضوحها.
القدرة على إيضاحها.
القوة في طرح الفكرة.
توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع.
4- معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته مع تحديد ترتيبها. وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف على دوافعه ووجهة نظره. كما يجب معرفة حيله وألاعيبه حتى لا تقع في شراكها.
5- حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة وتحليل المعارضة السلبية المحتملة وإعداد الجواب الشافي عنها. وأعلم أن أسلم طريقة للتغلب على الاعتراض أن تجعله من ضمن حديثك.
6- اختيار الأحوال المناسبة للإقناع: زمانية ومكانية ونفسية وجسدية؛ مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك.
7- تحليل الإقناع إلى:
مقدمات متفق عليها كالحقائق والمسلمات.
نتائج منطقية مبنية على المقدمات.
8- الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا؛ لأن جعل الطرف الآخر متهماً يلزمه بالدفاع وربما المكابرة والعناد.
9- إذا كنت ستطرح فكرة في محيط ما: فروّج لها عند أركان ذلك المحيط قبل البدء بنشرها.
10- تعلم أن تقارن بين حالين ومسلكين لتعزيز فكرتك.
11- حدد مسبقاً متى وكيف تنهي حديثك.
12- لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب.
13- اضبط نفسك حتى لا تستثر ؛ وراقب لغة جسدك حتى لا تخونك.
14- أشعر الطرف المقابل باهتمامك من خلال:
ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن.
تعزيز جوانب الاتفاق.
أشعره بمحبتك وعذرك إياه.

عوائق الإقناع:
1- الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2- طبيعة الشخص المقابل: فيصعب إقناع المعتد برأيه وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركباً.
3- كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4- تذبذب مستوى القناعة أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر.
5- الاعتقاد الخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته: وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه.
6- اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل.

وقفات مهمة:
1- - " ما كان الرفق في شيء إلا زانه ".
- الصدق في الحديث خلة حميدة يكافئ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه ما لا ينبغي ؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق.
-سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض.

الإقناع: القوة المفقودة ! (1/2)



تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقائه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً...
إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة وتورث النزاع بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ويقودان للتغيير بسهولة ويسر ورضا. إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء وطريقة الأسوياء؛ وما التزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله.
والقرآن والسنة وهما نبراس المسلمين ودستورهم وفيهما كل خير ونفع قد جاءا بما يعزز الإقناع ويؤكد على أثره؛ فآيات المحاجة والتفكر كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه؛ وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود؛ وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم ؛ كل هذه النصوص مليئة بالدروس والعبر التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ما هو الإقناع؟
للإقناع عدة تعريفات منها:
استخدام المتحدث أو الكاتب للألفاظ والإشارات التي يمكن أن تؤثر في تغيير الاتجاهات والميول والسلوكيات.
تعريف آخر:
عمليات فكرية وشكلية يحاول فيها أحد الطرفين التأثير على الآخر وإخضاعه لفكرة أو رأي.
تعريف ثالث:
تأثير سليم ومقبول على القناعات لتغييرها كلياً أو جزئياً من خلال عرض الحقائق بأدلة مقبولة وواضحة.
ويظهر جلياً من التعريفات السابقة أن الإقناع فرع عن إجادة مهارات الاتصال والتمكن من فنون الحوار وآدابه. وتتداخل بعض الكلمات في المعنى مع الإقناع مع وجود فوارق قد تكون دقيقة إلى درجة خفائها عن البعض؛ ومن أمثال هذه الكلمات: الخداع، الإغراء، التفاوض. فبعضها تهييج للغرائز وبعضها تزييف للحقائق وبعضها مجرد حل وسط واتفاق دون اقتناع وهكذا.
عناصر الإقناع:
1- المصدر: ويجب أن تتوافر فيه صفات منها:
الثقة: ويحصل عليها من تأريخ المصدر إضافة إلى مدى اهتمامه بمصالح الآخرين.
المصداقية: في الوعود والأخبار والتقييم.
القدرة على استخدام عدة أساليب للإقناع: كلمة، مقالة، منطق، عاطفة،...
المستوى العلمي والثقافي والمعرفي.
الالتزام بالمبادئ والقناعات التي يريد إقناع الآخرين بها.
2- الرسالة: لابد أن تكون:
واضحة لا غموض فيها؛ بحيث يستطيع جمهور المخاطبين فهمها فهماً متماثلاً.
بروز الهدف منها دون حاجة لعناء البحث عنه.
مرتبة ترتيباً منطقياً مع التأكيد على الأدلة والبراهين.
مناسبة العبارات والجمل حتى لا تسبب إشكالاً أو حرجاً ولكل مقام مقال.
بعيدة عن الجدل واستعداء الآخرين؛ لأن المحاصر سيقاوم ولا ريب!
3 – المستقبِل: ينبغي مراعاة ما يلي:
الفروق العمرية والبيئية.
الاختلافات الثقافية والمذهبية.
المكانة العلمية والمالية والاجتماعية.
مستوى الثقة بالنفس.
الانفتاح الذهني.
يعتمد نجاح الإقناع على:
1- القدرة على نقل المبادئ والعلوم والأفكار بإتقان.
2- معرفة أحوال المخاطبين وقيمهم وترتيبها.
3- الجاذبية الشخصية بأركانها الثلاثة: حسن الخلق، أناقة المظهر، الثقافة الواسعة.
4- التفاعل الإيجابي الصادق مع الطرف الآخر.
5- التمكن من مهارات الإقناع وآلياته من خلال امتلاك مهارات الاتصال وإجادة فنون الحوار مع الالتزام بآدابه.
6- التوكل على الله ودعائه مع حسن الظن به سبحانه.

إبدأ رحلتك من النهاية



الزمان: أي وقت.

المكان: مكانك الذي أنت فيه.

الحدث: تريد القيام برحلة إلى مكة المكرمة.

الموقف: معك بطاقة سفر وجواز سفر صالحان لكل زمان ومكان.

الأحداث:

تقوم بترتيب الحقائب.
السيارة توصلك للمطار.
تركب الطائرة.
يرحب بك طاقم الضيافة.
يهفو قلبك إلى مكة المكرمة والمسجد الحرام.
تعلوك ابتسامة ما أروعها من رحلة.
يأتي صوت قائد الطائرة مرحبًا بك فتزداد ابتسامتك ثم تنقلب إلى ضحك هيستيري عندما تسمعه يقول: "قائد الطائرة يرحب بكم على رحلتنا المتجهة إلى جوهانسبرج!!!!"
مشكلة!! أليس كذلك؟!

هل تتمنى أن يحدث لك مثل هذا الموقف؟
وقبل أن تجيبني دعني أكمل أسئلتي!!
لماذا نمشي في طريق في حياتنا ثم يصيبنا الفتور في منتصف الطريق؟
ولماذا أحيانًا عندما نصل إلى المحطة التي قادتنا إليها الظروف نشعر أنها ليست المحطة التي كنا نتمناها؟
لماذا لم نسأل أنفسنا من قبل ماذا نريد من عملنا؟ من زواجنا؟ من تفاعلنا مع الحياة؟
إن هذه الأسئلة سوف تعني بالنسبة لك ألا تبدأ أي مشروع أو عمل أو حتى اتخاذ قرار إلا وصورة المحصلة النهائية والنتيجة التي تتوقع أن تصل إليها هي المرجع والمعيار الذي يحكم كافة قراراتك وتصرفاتك؛ من الآن حتى نهاية المشروع أو حتى نهاية الحياة عندما تضع الجنة نُصب عينيك.

رسالتك كيف تضعها؟:

لعلك تتصور أنني سوف أقوم بوضع رسالتك في الحياة.. ولا تُصاب بالإحباط عندما أخبرك أنني لن أفعل ذلك؛ عذرًا فرسالتك هي شخصيتك، لا يعرفها إلا أنت، رسالتك هي التي تحمل قيمك ومبادئك وانطباعاتك.

إن أفضل أسلوب لتبدأ صياغة رسالتك أن تركز على الآتي:

ماذا تريد أن تكون؟ أي ذاتك.
ماذا تريد أن تفعل؟ أي إسهاماتك وإنجازاتك.
ما هي القاعدة التي تكوِّن ذاتك وتوجِّه أفعالك؟ أي القيم والمبادئ الأساسية التي تتبناها.



وعندما تهم بكتابة رسالتك ابدأ من مركز التأثير الذي يتحكم فيك.. ومركز التأثير لدينا هو مبادئنا وقيمنا التي نحملها والتي تؤثر على كل قراراتنا.

وأخيرًا هناك في مركز التأثير سوف تستطيع أنت وحدك أن تصوغ رسالتك، والتي لا تستطيع أن تصوغها كواجب مدرسي تكتبها وأنت مجبر، ولكن سوف تصوغها على أنها الرسم الهندسي لحياتك.. والآن تَعالَ لتكتب رسالتك.
والآن… وسع منظورك وتخيل وتصور ولا تتحرج مني وقم معي بهذه الخطوات:

تخيل أنك تسير في جنازتك (لا تتشاءم أرجوك) فقط تخيل.. ثم قل لنفسك ماذا قدمت لهذا اليوم.. بأي عمل صالح تريد أن تقابل الله تعالى؟ ماذا قدمت لدينه ولإسعاد الآخرين؟.. كيف ستجيب على كل الأسئلة التي سوف تُسأل عنها: ربك ودينك ورسولك؟ وتذكر أنه:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * * * إلا التي كان قبل الموت يبنيها

ثم ماذا تريد أن يقال عنك من جيرانك وأصدقائك وأحبابك وأنت تودع الحياة لا حول لك ولا قوة؟.. هل تخيلت إذن اكتب كل ما تخيلته عنك في ورقة.. اكتب على ظهر الورقة (نهاية الحياة).. ضعها جانبًا.

تخيل أنك وزوجتك سوف تحتفلان غدًا بمرور 25 عامًا على زواجكما.. ترى ماذا تتمنى أن تكون العلاقة قد وصلت بينكما، أي نوع من الحب سوف يكون قد ربط بينكما.. أي نوع من البيوت سيكون بيتكما.. تخيل.. اكتب ما تخيلته على ورقة.. اكتب على ظهرها (زوج).. ثم ضعها جانبًا.
تخيل وأنت تُزَوِّج أحد أبنائك وهو يسافر إلى خارج مدينتك، ما هي القيم والمبادئ التي تود أن تكون قد غرستها فيه؟ وهل تحب أن يكون امتداد لك أم لا؟ تخيل ثم اكتب كل ذلك في ورقة.. واكتب على ظهرها (والد) وضعها جانبًا.
تخيل وطنك بعد عشرين سنة من الآن، ما الذي تحب أن تراه عليه؟ ثم تخيل أنك تنال شهادة تقدير من بلدك.. ترى ماذا ستقدم لبلدك ومجتمعك.. تخيل.. ثم اكتب ما تخيلته على ورقة، اكتب على ظهرها (محب لوطنه).. ضعها جانبًا.
تخيل حفل يقام يوم تقاعدك عن العمل.. ما الإنجاز الذي تحب أن تكون قد أنجزته في نهاية عملك الوظيفي.. تخيل.. ثم اكتب.. اكتب على ظهر الورقة (مهني).. ضعها جانبًا.
اجمع كل الورقات التي كتبتها وفكر فيها لماذا لا تقم الآن بترتيبها؟!.. وأسأل نفسك سؤالاً أخيرًا.. ما هي القيم والمبادئ التي ستوجهك في صياغة هذه الرسالة التي يجب أن تتميز بالتالي:

أنها تجيب عن سبب الوجود في الحياة وماذا أعددنا عند العودة إلى الله؟
أنها شخصية، تعبر عنك أنت وحدك.
أنها إيجابية تساهم في صناعة الحياة.
أنها مرئية يمكنك تصورها.
أنها عاطفية (تستثير حماسك عندما تقرأها).
أنها تجمع كل أدوار حياتك.
عندما تنتهي من رسالتك؛ اكتبها بخط جميل واجعل لها إطارًا أجمل وضعها نصب عينيك وارتبط بها.. ستكون هي البوصلة التي توجهك في الحياة.

وعندما تكتب رسالتك تكون قد حصلت على الميلاد الأول لحركة حياتك وهو تحديد الاتجاه بالبوصلة.. ويبقى الميلاد الثاني وهو كيف تحدد أهدافك وتقوم بتنفيذ رسالتك.

يقول أحدهم: "المطلوب إنجازه كثير جدًا.. وليس هناك الوقت الكافي .. أشعر أنني مضغوط ومتوتر طيلة اليوم.. كل يوم.. سبعة أيام في الأسبوع.. لقد حضرت برامج عديدة في إدارة الوقت.. وجرَّبت العديد من أساليب إدارة الوقت.. لقد ساعدني ذلك إلى حد ما.. ولكنني لا زلت أشعر أنني لا أعيش الحياة السعيدة التي كنت أتوق إليها".

ويقول الآخر: "إنني أخطط لنفسي جيدًا.. كل دقيقة تمرُّ.. كل ساعة.. لها عندي قيمة، عيناي لا تفارق معصمي، من شدة النظر إلى ساعة يدي، يقولون عني: إنني دقيق منضبط، لكني أتساءل في كل لحظة.. هل حقًّا أحقق ما أصبو إليه؟، بمعنى آخر: هل كل نشاطاتي القوية حققت آمالي؟".

وماذا تقول أنت؟! إذا كنت ترى نفسك في هؤلاء فينبغي عليك أن تعيد النظر في طريقتك في إدارة وقتك، بمعنى آخر.. أن تغيِّر أداتك التي تستخدمها في إدارة وقتك.

لقد كان للدور الرائع الذي لعبه "مركز كوفي للقيادة" الأثر البالغ في تحويل أداة إدارة الوقت من الساعة فقط إلى الساعة والبوصلة. - كلنا يستخدم الساعة في إدارة وقته؟ ولكن هل جرَّبت أن تستخدم البوصلة؟!

إن الساعة تعين في أوقات الطوارئ، وتُستخدم لقياس وقت النشاط؛ أما البوصلة فبها نحدد الاتجاه.. وعندما تحدد اتجاهك في الحياة سوف يعني ذلك أنك وضعت سلَّم نجاحك على الجدار الصحيح منذ البداية.

- هل تستخدم البوصلة أكثر أم الساعة؟

لا تتعجل في الإجابة قبل أن تشاركنا في هذا الاستبيان البسيط [ أجب عمآ يلي ] :

لديَّ رؤية واضحة لمستقبلي واتجاهي في الحياة:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أبدأ مشروعاتي وأنا أدرك تمامًا النتائج المبتغاة منها:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أجهِّز لكل أعمالي مبكرًا وأستعدّ للاجتماعات تمامًا.
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أعمل لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ولا أكتفي بالحلول السريعة ومعالجة المشكلات الطارئة.
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أتأكّد أن كل من حولي يفهمون الغاية والقيمة الكامنة وراء كل أعمالنا:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أستشعر وأحسّ بالمسئوليات وأستعد لها قبل وقوعها:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

لا أباشر أعمالاً يمكن أن يتولاها الآخرون أو يمكن تفويضها إليهم:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

أحدّد أولوياتي بحيث أقضي معظم وقتي مُركِّزًا على الأعمال والمشروعات الأكثر أهمية:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

ألزم نفسي بتنفيذ الخطط الموضوعة، وأتجنب التسويف والتأجيل والمقاطعات العشوائية:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

عندما أكلف الآخرين بمهمة أقوم بذلك قبل استحقاقها بوقت كافٍ، وأمنحهم وقتًا كافيًا لإنجازها:
q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

طريقة الحساب:

أعطِ نفسك:

مائة درجة لكل إجابة دائمًا
ستًا وستين درجة لكل إجابة أحيانًا
ثلاثًا وثلاثين درجة لكل إجابة نادرًا
صفرًا لكل إجابة أبدًا
اجمع درجاتك ثم اقسمها على عشر، سوف تظهر لك نتيجتك منسوبة إلى مائة، وترى من خلالها كم أنت قريب إلى البوصلة.


4/13/2012

من أسرار عالم النوم



رغم أننا نقضي ثلث عمرنا في النوم ، إلا أننا لا نعلم إلا القليل عن النوم . والفكرة السائدة بين العلماء هي أن للنوم وظيفة مرممة وشافية للدماغ .

وليس الدماغ هو المستفيد الوحيد من النوم ، بل إن في النوم سكنا وراحة للجسم كله .

قال تعالى : (( ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيها والنهار مبصرا )) النمل 86 .

ولكن بعض الناس - وللأسف الشديد - يقلب ليله نهارا ، ونهاره ليلا وخاصة في رمضان.

والحقيقة أن في الدماغ ما يسمى بالساعة البيولوجية التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح ، وتشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك.

ولا ينفرد الإنسان بوجود هذه الساعة بل هي موجودة عند الحيوانات أيضا . فمن المعروف أن الصراصير والبوم والخفاش والجرذان تنشط ليلا وتهجع في النهار ، بينما الحيوانات الأخرى يكون نشاطها الأعظم أثناء النهار .

وقد تم نقل نحلات من منطقة باريس إلى نيويورك فلوحظ أنها تنطلق للحقول لجمع الرحيق في نيويورك عندما يحين موعد جمع الرحيق في باريس . وليس موعد الجمع في نيويورك ، إذ أن ساعتها البيولوجية ما زالت مبرمجة على توقيت باريس .

ويعتقد الباحثون أن الغدة الصنوبرية التي تفرز الميلاتونين هي التي تمثل الساعة البيولوجية عنده . وعندما ينتقل أحدنا غربا إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية ، حيث يتأخر الوقت نحو 12 ساعة ، نلاحظ أنه ينشط عندما يحين منتصف الليل . فجسمنا مبرمج لأن نكون نشيطين في الساعة 12 ظهرا حسب توقيت بلادنا ، أي عندما ينتصف الليل في نصف الكرة الآخر ، والعكس صحيح . من أجل ذلك تضطرب حياة من يضطر بحكم عمله إلى الانتقال باستمرار شرقا وغربا ، كما هو الحال مع أطقم الطائرات ، وكذلك حياة من يضطرون للقيام بمناوبات ليلية ونهارية كالممرضات . وينطبق على ذلك من يحيلون ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى ليل .

فإذا عملت أثناء الليل أو سافرت لمسافة بعيدة بالطائرة ، فربما تتكيف ساعة الجسم مع التوقيت الجديد للنوم ، ولكن قد يحتاج ذلك إلى بضعة أيام . وقد يشكو هؤلاء خلال ذلك من بعض الأعراض التي تشمل الأرق والإعياء والصداع وضعف التركيز .

وتشير الدراسات الأولية إلى أن استخدام حبوب الميلاتونين يمكن أن يفيد في التخفيف من أعراض السفر الطويل .

وقد أكد الأطباء أن أهنأ نوم هو ما كان في أوائل الليل ، وأن ساعة نوم قبل منتصف الليل تعدل ساعات من النوم المتأخر ، ويقول الدكتور شابيرو في كتاب Body Clock : إن الذهاب إلى النوم في وقت محدد كل مساء والاستيقاظ في وقت معين كل صباح لا يحسن نشاط المرء في النهار فحسب ، بل يهيئ الشخص لنوم جيد في الليلة التالية .

ويقول البروفسور أوزولد : " إذا كنت تريد أن تنام بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في الصباح . وافعل ذلك بانتظام ، فبذلك تحصل على أفضل أنواع النوم . وتكون أكثر سعادة وأعظم نشاطا طوال النهار " .

أليس هذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ! ألم يقل عليه الصلاة والسلام : (( إياك والسمر بعد هدأة الرجل ، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه )) . فلم يكن الصحابة يسهرون الليالي الطوال يتحادثون ويتسامرون ، بل كانوا ينامون بعد فترة قصيرة من العشاء .

وفي ليالي رمضان يطيب قيام الليل لا بالحديث والسمر ، بل بالصلاة والتقرب إلى الله تعالى . وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبادة داود عليه السلام فقال :

(( أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه . ويصوم يوما ، ويفطر يوما )) متفق عليه .

ولا شك أن في قيام الليل رياضة روحية وجسدية . قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :

(( عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين من قبلكم ، وهو مطردة للداء عن الجسد ))

رواه أحمد والحاكم .

فلنجعل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحبه قدوة لنا في رمضان نأخذ قسطا وافيا من النوم ، ثم نقوم لقيام الليل ، ونعمل في النهار بلا كسل ولا فتور .


خطوة رائعة نحو النجاح



أنت شخص متميز تبحث عن النجاح وأحداث تغيير فعال في حياتك وتسألني كيف عرفت ذلك ؟

أقول لك .. بسيطة ، إن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل وهذا هو الذي قادك إلى قراءة هذه الأسطر .. يقول "انتوني روبينز" في كتابة الرائع "أيقظ العملاق داخلك" : "وتقول الإحصائيات أن أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقد الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول" والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم ولا شك أنك أخي القارئ أختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم بالاستهتار بما يقرؤون ، وأنا على ثقة من أنك ستحاول الإفادة مما سنكتبه في هذه الصفحة عامة وفي هذه الأسطر خاصة والتي تتناول موضوع النجاح في الحياة والتي نقتبس بعضها من كتاب "أيقظ العملاق داخلك Awaken the Giant Within". وبعض المراجع الأخرى .

وتسألني كيف استفيد مما تكتبين ؟ أقول لك حاول أن تقرأ هذا الموضوع أكثر من مرة ثم لتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها ، ثم اشرع في التطبيق في الحال . كل يوم طبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن ، وأحب أن أكرر أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة . يقول تعالى في كتابة : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر حكمة الحياة وعظمة الخالق العظيم . ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائماً ومستمراً ، وكلنا خبرنا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتاً وسنضرب على ذلك مثلاً : تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاماً غذائياً معيناً لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد ، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها .

ويتحدث "روبينز" عن الكيفية التي بها غير حياته قائلاً : "لقد اتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم" .

سنحاول أن نتعلم أنا وأنت بإذن الله تعالى هذه المبادئ التي يمكنها أن تغير حياتنا إلى الأفضل وبشكل دائم . ولكن وفي هذه اللحظة بالتحديد سنحاول أن نتعرف على واحد من أهم المبادئ للتغيير يمكننا أن نستخدمها في الحال لكي نغير بها حياتنا . ورغم بساطة هذه المبادئ إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة . وهذه المبادئ تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي .

إذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن تعلي من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك (To Raise your Standards) وسنوضح ذلك بعدة أمثلة ، على المستوى الصحي لا تكتف بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك ، وعلى المستوى الروحي لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض بل ابحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوماً بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل ( أنا بخير وهذا يكفيني ) فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر ، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك ( حالتي معقولة ) بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر احلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن . أقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييراً في باقي مجالات حياتك ) اجتماعي - صحي - نفسي - مهني - عقلي ) سيكون يسيراً للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام ، فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة أناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة . أن أول شئ ينبغي عليك أن تغيره في نفسك هو الطلبات التي تطلبها من نفسك اكتب كل الأشياء التي لا تقبلها في حياتك سواء بسواء من نفسك أو من الآخرين ثم اسأل نفسك ( هل ما أعاني منه سببه فيّ أم في غيري ) إذا كنت ممن يقولون دائماً لأنفسهم ( أنا ملاك أنا ليست بي عيوب ) فرجاء لا تكمل معنا قراءة هذا الموضوع فهو ليس لك ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أنك بشر وكما أن لك مميزات فلك عيوب وأنت على استعداد أن تمحو هذه العيوب وتقوي هذه الميزات فتستفيد بمشيئة الله تعالى مما نكتب أقصى فائدة وستحقق نجاحات رائعة فقط اعرف نفسك بصدق ووضوح وإذا ما تأكدت أن الخطأ بالفعل من الطرف الآخر ففكر في طريقة لطيفة لتغيير هذا الموقف الذي لا تحتمله ، كن أمينا مع نفسك فلحظات الأمانة والصدق مع النفس لا تُعدل بملء الأرض ذهبا ثم اسأل نفسك ما هي الأمور التي لن أستطيع أن أتحملها – أجب على الورق . ثم أكتب كل الأشياء التي تتمنى من أعماق قلبك أن تحققها ثم فكر في هؤلاء العظماء والنتائج الرائعة التي وصلوا إليها في حياتهم بعد أن أخذوا عهداً على أنفسهم أن لا يقبلوا بأقل من المستوى الذي حلموا به . تأمل حياة العظماء وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . أدرس سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والصحابيات رضوان الله عليهن ، تفكر في سيرة العلماء من القادة والمصلحين من أهل الشرق والغرب ابن سينا وابن حيان والفارابي وإسحاق نيوتن وإنيشتاين وحسن البنا وإبراهام لينكولن وهيلين كيلر وماري كوري والمهاتما غاندي وسويكيرو هونا وغيرهم من الناجحين الذين قرروا وبكل قوة أن يخطوا خطوة إيجابية رائعة في حياتهم وهي أن يرفعوا من مقاييسهم فالقوة التي توفرت لديهم متوفرة لك أيضا ستكون أيضا بين يديك فقط إذا كانت لديك الشجاعة لكي تحصل عليها ، أن تغيير المنظمات والشركات والدول أو العالم كله يبدأ بخطوة واحدة بسيطة وهي ( أن تغير نفسك ) .